القياس النفسي


المقدمة:
يلعب القياس النفسي دورا بالغ الأهمية ،فهو إلى جانب كونه يستهدف توفير الإختبارات النفسية التي تتوافر لها المقومات الأساسية للإختبار السيكولوجي الجّيد لإثراء البحوث علم النفس ،ومن تم تحقيق النماء لكافة فروعه التطبيقية ، فانه يعطي أيضا للأخصائي النفسي الإكلينيكي ما يستفيد به من بحوث القياس السيكولوجي في مجال تشخيص اضطرابات السلوك ، حيث أنه يستعين بالاختبارات المصممة في المجالات المختلفة العقلية و الشخصية،فلذلك فانه ينبغي على الأخصائي النفسي أن يكون على دراية كاملة بكيفية تطبيقها على النحو السليم،فالقياس هو عملية إعطاء تقدير كمي لمختلف الخصائص أو السمات العقلية، النفسية، الاجتماعية، الانفعالية، أو السلوكية و القياس في العلوم التجريبية يختلف عن العلوم الإنسانية أو الاجتماعية فلكل خصائصه وصفاته المحددة له.
ورغم أن القياس هو تقدير كمي للسمات فمن خلاله نتعرف على قدرات الفرد الكامنة: استعداداته و عملياته المعرفية فهو إذن عملية ايجابية إلا انه يتخلله بعض النقاط السلبية نتعرض إليها في هذا البحث بعد التطرق إلى المفهوم و مختلف الخصائص و السمات بالاضافة الى التطرق الى الاخلاقيات المهنية الاساسية المعتمدة لتطبيق الاختبارات النفسية المتفق عليها في الميثاق


تعريف القياس:
يعتبر القياس بمفهومه الواسع شاملا لكل ما يمكن أن يقاس و نظرا لأهميته و حساسيته فقد اهتم العلماء بتحليل مفهوم القياس في أمور عدة
يعرفه Bean على انه "مجموعة من المثيرات المرتبة لتقيس بطريقة كمية بعض العمليات الانفعالية أو العقلية وقد تكون المثيرات أسئلة مكتوبة أو شفوية أو في صورة سلسلة من الأعداد أو الأشكال
كما يعرف القياس بأنه المهارات التي يتمتع باه الأخصائي النفسي التي تجمع النظرية العلمية والممارسة عند تطبيقه للاختبارات و المقاييس و تصميمها و استخلاص نتائجها و تفسيرها و التعرف على دلالاتها و الدرجات التي يحصل عليها الفرد وإحداث التكامل بينها في تقرير يعبر عن كل حالة على حدى.
خصائص القياس النفسي:
يختلف القياس باختلاف الظاهرة المقايسة في الكيمياء مثلا يكون القياس أدق ما يمكن ولا يقبل بوجود أخطاء مهما صغرت أما إذا انتقلنا إلى العلوم السلوكية فان القابلية للتغير تكون أكثر مما يجعل القياس اقل دقة، و أكثر عرضة للخطأ و تسامحا في قبوله ،إلى انه يجب إن ننتبه إلى هذه الأخطاء و اسببها كي نستعمل أدوات القياس استعمالا ذكيا و نفسر نتائجه تفسيرا صحيحا،ولهذا فخصائص القياس النفسي هي كما يلي :
1)- القياس النفسي كمي وإلا فليس بقياس.
2)-القياس النفسي قياس غير مباشر،فعالم النفس لا يقيس الذكاء بعينه و إنما يقيس ما يذل عليه و هو السلوك الذي يؤدى .
3)-في كل قياس نفسي يوجد خطا ما، وهذا يستلزم اكتشاف هذا الخطأ بالطرق الإحصائية، ثم نزيله قبل استعمال النتائج أو تفسيرها.
4)-الصفر في القياس النفسي صفر اعتباطي، فهو ليس بالصفر الحقيق، أي لا يذل على عدم وجود الخاصية، فإذا حصل الفرد على درجة الصفر في الاستبيان للقلق مثلا فلا يعني ذلك انه خال تماما من القلق ،وإنما هناك عوامل أخرى جعلته يحصل على هذه الدرجة ،فقد يكون قد اختار أن يجيب بهذا الأسلوب ( تزييف الاستجابة ) أو أن عبارات الاستبيان غير واضحة ،أو إنها صيغة بطريقة جعلته يستجيب لها بالإنكار.
أهداف القياس:
تتلخص أهداف القياس النفسي بعامة في الأتي:
1)- الكشف عن الفروق بانواعها المختلفة :
لان الغرض الرئيسي للقياس هو الكشف عن الفروق بأنواعها المختلفة، فلو لا وجود هذه الفروق لما كانت هناك حاجة إلى قياسها و لما كان لدينا هذا الكم الهائل من المعلومات التي يتضمنها علم النفس الفارق حول الفروق بأنواعها المختلفة والتي تشمل
أ‌- الفروق بين الا فراد:inter-individu al:
ويهدف قياس هدا النوع من الفروق إلى مقارنة الفرد بغيره من أفراد الجماعة التي ينتمي إليها في ناحية من النواحي النفسية أو التربوية أو المهنية و ذلك بهدف تحديد مركزه النسبي فيها حتى يمكن تصنيف الأفراد إلى مستويات أو جماعات متجانسة.
ب)- الفروق في ذات الفرد:intra-individu al:
ويهدف قياس هذا النوع من الفروق إلى مقارنة الإمكانيات المختلفة في الفرد نفسه لمعرفة نواحي القوة و الضعف في الفرد بالنسبة لنفسه و ذلك حتى يمكن وضع أفضل برنامج لتعليمه أو تدريبه أو توجيهه تعليمي أو مهنيا حتى يحقق أفضل نجاح في حدود إمكانياته
ج)-الفروق بين المهن المختلفة:inter-occuptions:
ويهدف قياس هذا النوع إلى تحديد القدرات و الاستعدادات و السمات التي تتطلبها المهن المختلفة الأمر الذي يساعد في الانتقاء و التوجيه والإعداد المهني للفرد
د)- الفروق بين الجماعات:inter-groups:
و قياس هذا النوع من الفروق يفيد في دراسة سيكولوجية الجماعات المختلفة و خصائص النمو لدى هده الجماعات و دراسة العوامل التي تكون مسؤولية عن هذه الفروق لإنماء الصالح فيها و التغلب على غير الصالح و كذالك يفيد قياس هذا النوع من الفروق في تحديد ما يتميز به أفراد هذه الجماعات من قدرات و استعدادات الأمر الذي يساعد في توجيه أفراد
هذه الجماعات تعليميا و مهنيا على النحو الذي يحقق لهم أفضل النجاح في حدود إمكانياتهم.
فوائد القياس النفسي والتربوي:
للقياس النفسي و التربوي فوائد كثيرة تعد على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لكافة المعنيين بالعملية التربوية و تتلخص هذه الفوائد في الأتي:
أ‌- توفير التغذية الراجعة (المرتدة) للطالب:
لاشك أن القياس النفسي والتربوي يزود الطالب بالمعلومات الضرورية التي تمكنه من توجيه جهوده نحو بعض جوانب المنهج المدرسي وتحديد الأهداف المباشرة،و البعيدة المدى ذات العلاقة بنشاطه المقبل ،كما تعمل هذه المعلومات على تعزيز التعلم لان القياس في حد ذاته خبرة تعليمية فعالة تساعد الطلاب في توضيح معلوماتهم و التأكد منها و تثبيتها و تكاملها. وكذالك يوفر القياس للطالب بصورة شاملة عن قدراته و استعداداته الأمر الذي يساعده على اختيار نوع التعليم الملائم له مما يحقق له النجاح و التوافق النفسي.
ب-تزويد المعلم بالمعلومات الكافية من خصائص طلاب:
كذالك يوفر القياس النفسي و التربوي فوائد عديدة بالنسبة للمعلم حيث يساعده على تكوين صورة واضحة عن خصائص طلابه، الأمر الذي يساعده على تحديد حاجاتهم التربوية، وصياغة أهداف تعليمية واقعية و توجيه جهوده و جهود طلابه بالسبيل المناسب لتحقيق هذه الأهداف
ج- تسهيل عملية النمو المهني للمعلم:
فالقياس النفسي والتربوي يساعد المعلم أيضا على تسهيل النمو المهني للمعلم ذاته ، حيث يمكنه من الحكم على مدى فعاليته الأمر الذي يساعده في إعادة النظر في استراتيجيات و نشاطاته التعليمية .و قد حاول البعض تحديد الفوائد التي يوفرها القياس في المجالات الآتية:
1-تصنيف و توزيع الطلاب على البرامج التعليمية المتنوعة:
فالقياس النفسي و التربوي يساعد القائمين على أمر العملية التعليمية من التحقق من مدى ما يتوافر لدى الطلاب من قدرات أو مهارات تؤهلهم للالتحاق ببرنامج تعليمي.
2-توجيه الطلاب أو الأفراد إلى أنواع الدراسة أو المهن التي تتناسب مع قدراتهم و التي من المحتمل أن يحرزوا فيها اكبر درجة ممكنة من النجاح.
3- مساعدة القائمين على عملية التقويم التربوي بكافة أنواعه في اتخاذ القرارات الحكيمة بشأن الأفراد أو البرامج أو المناهج أو طرق التدريس فالقياس يوفر المعلومات الضرورية لاتخاذ القرار الحكيم الملائم بشأن موضوع التقويم.
واجبات تطبيق الاختبار:
1-ظروف تطبيق الاختبار:
وذلك يكون بتحديد المكان، الزمان، التهوية، الإضاءة، وعلى عكس بعض الاختبارات مثلا:السلوك و علاقته بالانفعالات هنا يستوجب معرفة كيف هي ردود الأفعال في هذا الموقف الانفعالي.
2-التطبيق الفردي أو الجماعي:
استثارة دوافع الفرد لإبداء موافقته على التطبيق ولا يجوز إرغامه ولا الضغط عليه، نفس الحال فيما يخص الجماعة فان الاختبار لا يطبق إلا بموافقة الجميع.
3-التدريب على كيفية تطبيق الاختبار:
على الأخصائي أن تكون له دراية كافية وعامة بالاختبار الذي يريد تطبيقه لأنه يطبقه لأغراض بحث ما أو أغراض مهنية في مواقف مقننة ومضبوطة بصورة تحمي مصداقية البيانات لأنه لا يستعمله أو يطبقه على أساس التجربة
3-المحافظة على العلاقة أثناء تطبيق الاختبار:بين الفاحص و العميل.
4-مراعاة اختيار نوع الاختبار حسب سلوك العميل و الهدف الذي يريد الأخصائي الوصول إليه
5-الاهتمام بالإيماءات العميل أثناء تطبيق الاختبار.
تأثير القياس على الجوانب المعرفية:
للقياس وجهان: فمن البديهي أن عملية القياس أو الفحص تفيد الباحث معرفيا بهدف التحكم في دراسة الحالة أو ضبط الظاهرة محط القياس، مع ذلك يعكس لنا السلبية في النقاط معينة نوجزها في بعد التعرف على:
• الوجه الايجابي: الذي يظهر فيما يلي:
1-تحديد وضع السمة العقلية و إلى أي درجة من الخطورة ترقى:من اجل الضبط والتحكم من ثم التدخل السريع بهدف عدم تطور المشكل مثلا:الانتباه.
2-يخرج الفاحص من دائرة الشك و ذلك باحتمال تدخل أيا من العوامل الأخرى مثلا:التأخر الدراسي نطبق فيهذه الحالة اختبار الذكاء
3- التعرف على الأسباب من اجل حل المشكلات: معرفة التقدير الكمي لسمة معينة يمكن الفاحص من صياغة برنامج علاجي إذا ما استدعى ذلك.
4- كما يساعد القياس على التعرف على الجوانب القوة و الضعف لدى الفرد.• الوجه السلبي: ينقسم إلى جزئيين: الأول يتعلق بنوعية الاختبار و الثاني بأخلاقيات التطبيق.
.
أ)-نوعية الاختبار:
- تشويه الاختبار و ذلك من خلال عدم التقييد بالمحتوى أو التغيير في البنود، النتائج أو حتى طريقة الاختبار بما فيها المدة الزمنية المخصصة لها.
- تطبيق الاختبار من دون البحث عن الخصائص السيكوسومترية للاختبار.
- استخدام الاختبارات الغير المناسبة .
ب)-أخلاقيات التطبيق:
- استخدام الاختبار لغير الحاجة أو لغير الغرض المخصص له مثل:تطبيق اختبار الانتباه لقياس قدرة القرد على التركيز.-ربط نتائج الاختبار بتقديرات سلبية تنعكس على نفسية الحالة مثل : المعتوه ، البله، الضعيف....الخ.
- نشوء مشاعر الإحباط و القلق لدى الفرد و ذلك إذا أعطى المفحوص نتائج الاختبار بصورة مضخمة عن حقيقتها.
- إعادة تطبيق نفس الاختبار على نفس الحالة ولعدة مرات بهدف الحصول على نتائج أكثر دقة.
- الأولوية في تقديم الاختبار على إقامة دراسة الحالة أو دراسة ظاهرة معينة.
- قياس الجوانب المعرفية:
من بين الجوانب المعرفية نذكر الذكاء، القدرات، الاستعدادات و لكل منها اختبارات لقياس هذه السمات و هي كالآتي:
1)_ قياس الذكاء:
من الاختبارات التي تقيس الذكاء :اختبار وكسلر الذي يقيس ذكاء الأطفال و المراهقين و الراشدين و هو ينقسم إلى قسمين:
أ‌- اختبار وكسلر لذكاء الراشدين و المراهقين.
ب‌- اختبار وكسلر لذكاء الأطفال.
الأول:هو اختبار لقياس ذكاء المراهقين و الراشدين من سن 16 الى74 سنة وهو يتكون من اختبارات لفظية و عددها 6 اختبارات فرعية ،ومن اختبارات أدائية و عددها 5 اختبارات فرعية ، و الجدول التالي يبين الاختبارات الفرعية اللفظية و الأدائية :
اختبار وكسلر لذكاء المراهقين و الراشدين
الاختبارات اللفظية الاختبارات الأدائية
أ-المعلومات العامة . أ- رسوم المكعبات.
ب-الفهم العام. ب- تكميل الصور.
ج-الاستدلالي الحسابي. ج- ترتيب الصور.
د-المتشابهات. د-تجميع الأشياء.
ه- المفردات. ه- رموز الأرقام.
و- مدى الأرقام.
الثاني:هو اختبار لقياس ذكاء الأطفال من سن 6—16 سنة و يتكون من اختبارات لفظية و عددها 6 اختبارات فرعية و من اختبارات أدائية و عددها 6 اختبارات فرعية.وفي هده الحالة الجدول هو كجدول الذكاء المراهقين و الراشدين إلا هنا نضيف في الخانة الاختبارات الأدائية رقم 6 : المتاهات.
الثالث: اختبار وكسلر لذكاء أطفال ما قبل المدرسة من سن 4—6 سنوات، و تتشابه البنية العامة للاختبارات الثلاث حيث يتضمن كل اختبار مجموعة من الاختبارات الفرعية تستخرج منها الدرجات اللفظية و مجموعة أخرى تستخرج منها درجة أدائية و ترتبط الدرجتان معا في درجة كلية ، و الجدول التالي يبين الاختبارات الفرعية اللفظية الأدائية لاختبار أطفال ما قبل المدرسة:
الاختبارات اللفظية الاختبارات الأدائية
- المعلومات العامة - رسوم المكعبات
- الفهم العام - تكميل الصور
-الاستدلال الحسابي - بيت الحيوان
- المتشابهات - المتاهات
- المفردات - الرسوم الهندسية
- الجمل.

Commentaires